الأحد، 21 يوليو 2013

لا تقلق بشأن أهدافك في حال لم تتحقق





بعد أن تصفو قلبا للحياة..


 خذ نفسا عميقا واسحبه من أسفل الرئتين بهدوء وسلام ، لا تجهد نفسك ، فلطالما خذلتنا الآمال التي نجتهد في طلبها ، بينما الوصول إليها أيسر بكثير مما نتخيل. بل الحقيقية الأكبر هي أن الوصول إلى الأهداف ليس هو النهج السليم والصحي للحياة. خذ مجموعة أهداف وألحّ في طلبها ، وستبدو لك الحياة كدا وتعبا ومعاناة. ثم تطلع إلى أن تكتشف أسرار الحياة الطيبة ، وكيف تصبح أجمل وألذ حينما نتخذها كصديق يرافقنا في ساحة الوجود ؛ وستبدو لك الحياة حينها كلعبة مثيرة ، أو كرحلة غير منتهية إلى ملاذ ، ولكنها عظيمة بلا شروط وبلا معايير.

 
لذلك كله.. لا تقلق بشأن عدم تحقق أهدافك ، فالحياة رحلة عظيمة وليست ملاذا إلى ركن منيع ، ولا تقلق بشأن من يضايقك أو يحاول السيطرة عليك أو النيل منك ، وركز فيما يمكن أن يجعلك أكثر هدوءا  وسلاما مع وجودهم ، وعندما تصل إلى هذا الشعور سيختفون ، أو تجف منابع الإزعاج المنبثقة منهم !


لا تعالج المشاكل ، ولا تحمل هم الإصلاح والتغيير في الناس والعالم ، كل ما تحتاجه هو أن تعتني بمشاعرك كي تصمد أمام الطوفان ، أي طوفان ، فتظل طيبة ، أو لتصبح طيبة ، لتظل في سلام داخلي في مقابل الضجيج والإزعاج الذي تسببه حركتنا الملحة نحو إصلاح الأمور.

إصلاح الأمور أمر تلقائي ، وليس هو الخطوة الأولى.

انفض الغبار وأتربة الانزعاج ، وطبطب على مشاعرك كي ترجع إلى صفائها وسكينتها ، وحينها ستظهر الحلول بين يديك كهبة لقدرتك العظيمة على مصادقة مشاعرك واحتوائها.

 
كي تحتوي مشاعرك : فكر بشكل جيد ، اسمح للأفكار الطيبة أن تتسلل إليك ، التقطها وركز عليها ، حتى تهدأ.. وتستسلم لإيمانك العميق بأن الحياة رحلة استكشاف لا تنتهي إلى ملاذ أخير ، وإنما هي رحلة عظيمة وحسب.

لا ترتبك أمام المفاجآت غير السارة ، وجودها طبيعي ، وشعورك نحوها فن وصناعة. وعندما تظهر ، وتتدافع عواطفك ، وتتلجلج بداخلك الانفعالات أو تتبدى في جسدك ؛ خذ نفسا أعمق مما أنت عليه وقتها ، جد مخرجا مسالما لها ، وعد إلى شعورك الطيب ، إما بالذكر وإما بالتأمل وإما بالحركة وإما بأي شيء يجلب لك شعورا طيبا.

 
مهما تكدرت الحياة أو تكالبت عليك الظروف ، فإن الشعور الطيب النابع عن الفكر الطيب هو الحياة الحقيقية. مهما كان مستواك العلمي أو المالي أو الاجتماعي.. شعورك الطيب هو الحياة الحقيقية.

تذكر بأن الحياة كريمة وواسعة ، وتضم من زوايا الخير والجمال ما لم نطرقه حتى الآن ، أو لم تطرقه أنت حتى الآن ، وكلما مررت بمشاعر مزعجة اطرق تلك الأبواب .

 
لن تغير في شيء - وإن كان مثقال حبة من خردل- وأنت منزعج ، أنت بهذه المشاعر تدمر لا أكثر ! وتزيد من مساحة ما يزعجك. لا تجعل همك في التغيير ؛ لأنك أضعف من أن تملك القلوب والأكوان كي تديرها بأمنياتك واجتهاداتك ! حينما تكون طيب الشعور ، طيب التفكير ، مسالما ، محبا ، لينا هينا ، خاليا من رغبات الانتقام والثأر والحسد والكره والغيرة والسيطرة والإصلاح وبذل الجهد في التغيير لما تظنه أو تعتقد بأنه الأفضل ؛ حينما تخلو منها وتكون ممتلئا بالسكينة والسلام وعدم الإلحاح ، حينها يمكنك أن تؤثر ، وحيث أننا وكل ما في الوجود نرجع إلى أصل واحد في كوننا ذبذبات تتدافع وتتأثر ببعضها ، هنا يمكنك أن تحرك العجلة نحو الخير والنور والسلام والمحبة والبناء والإعمار.

 
لذلك.. ليس عليك أن تصرخ بعد الآن ، ولا أن توبخ ، ولا أن تنهى وتأمر ، ولا أن تغضب وتشجب ، ولا أن تقلق وترتبك ، بقدر ما عليك أن ترجع إلى الداخل فتملؤه سلاما ومحبة ونوايا طيبة "وجعلت قرة عيني في الصلاة" كي تكون الحياة أجمل ، وبأفضل احتمال. توسل إلى الله أن يرشدك للأفضل ، فأنت جزء من الكون ، ونحن والكون كل واحد ، وما يعد اللأفضل بنظرك ، وبناء على برمجتك ورؤيتك ؛ قد لا يكون هو الأسلم والأصلح للكون.

الكون كله بيد الله ، هو وحده يقرر ، وأنت فقط تستسلم لمشاعرك الطيبة كي تدفع عنك الخَبَث ، فـ "اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب" ، اعتنِ بقلبك ، واركن إلى روحك ، ولا تتعب نفسك بإيجاد الحلول وبإحلال التغيير ، فهذه أمور تلقائية بعد أن تصفو قلبا للحياة..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق