السبت، 13 أبريل 2013

تأثير القيم على الأنسان بقلم أحمد الرفاعي

هذا مقال كتبه الأخ أحمد الرفاعي وهو مدرب معروف في التنمية البشرية


تبقى القيم  هي اللاعب الابرز في تشكيل سلوكنا وردود أفعالنا بل هي  التي تشكل
طريقة حياتنا ويرجع الاختلاف بين الناس الى منظومة القيم التي يحملها الفرد فكل
إنسان لديه منظومة من القيم تشكل شخصيته وترسم  ملامحه لهوية الذاتيه  وهذا القيم
تكتسب في المراحل المبكرة من حياة الفرد  وتتشكل   بالتأثر بمنظومة القيم
للوالدين   ومع تقدم العمر تتأثر بقيم القبيلة  ثم الاصدقاء فالمجتمع  وبذلك يكون
للمجتمع منظومة من القيم تشكل هذه القيم ثقافته وسلوكه وعاداته وتقاليده وهذا القيم
عندما تغرس في قلوبنا ووجدننا فإنه تأتي بنظام حراسه عقلي يحفظ وجودها يسمى
المعتقدات وهذه المعتقدات تحشد الادلة والشواهد والأسباب والمنطق لكي يثبت وجود
القيم  وبالتالي عندما نريد تغيير مجتمع او فرد علينا  بالعمل على القيم التي يؤمن
بها هذا المجتمع وهذا ما يحدث على مستويات كبيرة  فالإعلام ينشر مجموعة من القيم
التي تغير سلوك المجتمع وهنا يظهر مسميات تغيير ثقافة المنظمة وتغيير الهوية
الثقافية  وهذا يحدث  في صراع وحوار الحضارات  وفي الحروب والفتوح تفرض القيم
بالقوة حتى تتغير هوية المجتمع  وحدث هذا في محاكم التفتيش في الاندلس وما حدث في
تركيا  عند سقوط الدولة العثمانية   وما حدث في الدول الاسلامية التي عاشت تحت حكم
الاتحاد السوفيتي …  لست هنا  لهذا الموضوع رغم أهميته   …

سوف أخذكم رحلة الى أنفسكم الى وداخلكم الى حيث أنتم  من خلال نموذج مبسط عن القيم
ودورها في بناء شخصياتكم وهوياتكم وسلوككم   هذا النموذج يصور النفس البشرة على شكل
دوائر في مركز هذه الدوائر الهوية الشخصية  وتتشكل هذه الهوية من القيم والقيم تولد
ما بعدها  …
1-الدائرة الاولى ..

في مركز الذات  يوجد الايمان والعلاقات الروحية لك   فأعمق ما يحمله الانسان اتصاله
بالخالق وعليه يبنى كل ما بعده تعرف على الإيمانك لأنه سوف يكون الدوائر الاخرى ومن
خلالها ترى العالم وتفهمه ويكون ردود افعالك  تعرف على خالقك تعرف على ايمانك
وعلاقتك به  طورها جددها قوها فهي مصدر القوة والشجاعة والصبر وكل ما تريده في هذه
الحياة  هذا الايمان يشكل الدائرة الثانية ..
2-الدائرة الثانية ..

في الدائرة الثانية القيم  وهذا القيم تتشكل تبع  لإيمانك العميق وهي مؤثر عميق في
النفس البشرية متى ما تغيرت القيم يتغير ما بعدها  فما هي أهم القيم في حياتك هل هي
قيم التعلم ام قيم العمل والانجاز ام هي قيم القوة والسلطة ام قيم العلاقات  يختلف
الناس في القيم المحركه لهم فكل إنسان له منظومة قيميه يتحرك من خلالها يشعر
بأهميتها وبفائدتها صديق لي يبحث عن العمل منذ عدة سنوات لم يجد بعد كل تلك السنوات
قرر البدء بعمل حر وقرر فتح محل أجهزت جوالات لم ينجح هذا المحل أبدا عندما تناقشت
معه بصدق كان المحل أغلب الايام مغلق في البداية لعد وجود زبائن وبعدها للسهر مع
الاصدقاء !هذا السلوك  مصدره القيم وهذا الفشل مصدره القيم هناك اشخاص المتعه من
القيم العليا لديهم  فالمتعة مقدمة على كل شي ..
3-الدائرة الثالث ..

عندما تؤمن بقيمة محدده فإن عقلك يبحث عن  مبررات لهذه القيمه أي اسباب تجعل هذه
القيمة مهمة ومفيدة وقيمه هذه الاسباب تتطور وتصبح معتقدات فالمعتقدات ادله على
أهمية القيمة التي تؤمن بها وبهذه الطريقة تتشكل معتقداتنا في الحياة من خلال قيمنا
ومن خلال تجاربنا التي كانت هي الاخرى ناتجة عن مفهوم محدد للحياة كل معتقد تملكه
تقف خلف قيمة إذا تغيرت هذه القيمة يتغير المعتقد في نفس اللحظة ما تعتقده عن
النجاح والفشل وعن الاخرين هو جزء من قيمك هذا المعتقدات مع القيم تشكل الدائرة
الرابعة
4-التوقعات ..

في هذه الدائرة تظهر توقعتنا عن الحياة وعن أنفسنا بناء على ما تعتقده من نفسك سوف
تضع توقعات لحياتك وهنا تكمن خطورة القيم والمعتقدات فإذا كانت سلبية سوف تكون
توقعاتك سلبيه  سوف تتوقع فشلك في المشروع لأنك تعتقد أنك لا تصلح لشيء وسوف تتوقع
فشلك في الدراسة لأنك تعتقد عن نفسك أنك أقل من بقية الطلاب وسوف تتوقع فشلك في
العلاقات لأنك تعتقد أنك غير محبوب أو الان الاخرين لا يستحقون  هكذا تنشأ التوقعات
لا تأتي من الفراغ 

والتوقعات خطيرة لأننا نسعى لتحقيقها  مهما كانت لان توقعتنا جزء من ما نحمله في
داخلنا من إيمان وقيم واعتقادات سوف نسعى لإثبات وجهة نظرنا الصحيحة أخطر ما يمكن
أن يخرج منا للآخرين هي توقعتنا  وعندما يكون المعلم يحمل اكداس من القيم
والمعتقدات السلبيه ثم يلقي هذه الفضلات على طلابه فهو يخلق لهم توقعات قد لا
يستطيع بعض الطلاب الخروج منها واخطر منه الوالدين عندما يضعون توقعات سلبيه
لأبنائهم فهم يقتلون مستقبلهم قبل أن يبدأ ويشاركهم الاعلام نفس العمل هذه الدائرة
خطيرة إذا اردت تغييرها ادخل الى العمق وغير فيه سوف تتغير تلقائيا

5-الدائرة الخامسة ..

هنا تتكون التوجهات  وهي الميل الى تفضل جانب على جانب مثل من لديه اتجاه إيجابي
للحياة كل ما يواجهه من المصاعب في الحياة يبحث عن المفيد منه  ويتجاوزه وصاحب
الاتجاه السلبي كل فرصة تواجهه يراها مشكلة تقف في طريقة .. أحيانا اعتقد أن
الايجابي تواجهه مشاكل أكبر وأكثر من السلبي الايجابي يتجاوزها بتفاؤل وعزيمة وصبر
والسلبية تواجهه مشكلة بسيطة فيسخط ويغضب وييأس ويسب كل شيء حوله والقضية  هنا تنبع
من توجهه السلبي فهو لا يرى إلا الجزء السيئ من التجارب وهكذا الناس يظهر اختلافهم
في الاتجاهات بعضهم يحب العلم وتجده ينشغل الليل والنهار في العلم والأخر لا يحب
العلم والتعلم أبدا لكنه يحب التجارة  ولديه توقعات عاليه في مجاله عندما يتكون
لدينا اتجاها سواء سلبيه او ايجابية فإن أكثر ما يعززها الدائرة السابقة دائرة
التوقعات  فصحاب الاتجاه السلبي لديه توقعات سلبية كبيره  وصاحب الاتجاه الايجابي
لديه توقعات ايجابية كبيره

6-الدائرة السادسة

هنا يظهر السلوك الخارجي هنا تصلنا اشعة الشمس هنا نحن نرى ونحكم على التصرفات ولا
نعرف ماذا خلفها  التصرفات هي الجزء الاخير في دوائر الذات  هي الموجهة الاخيرة
التي تصطدم بالنشاطي  ولكن خلفها عدد من الامواج الاعمق وعندما نرغب في فهم أي تصرف
علينا ان نعرف مصدره  من اين ينبع حتى نستطيع علاجه وفهم حقيقته  فما يحدث في عمق
الشمس يخرج لنا النور والدفء وما يحدث في عمق أنفسنا يخرج لنا تصرفننا ويتحكم
بسلوكياتنا

وهذا كله في سياق إن لله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق