الجمعة، 13 فبراير 2015

التعلم المنعكس


التعلم المنعكس




 الديمقراطيات الناشئة (وكل الدول العربية تقبع الآن فوق صفيح ساخن من التغيرات)، تشكّل المدارس عامل تغيير وعنصراً فعّالاً في تنمية المهارات والقيم الديمقراطية الثابتة مثل الحرية، والمساواة، والعدالة الاجتماعية، واحترام التنوّع وحقوق الإنسان. 
ونظراً إلى أن ما يزيد عن 40 في المئة من السكان في العالم العربي هم دون سنّ الثامنة عشرة، تُعتَبَر المدارس أطرافاً اجتماعية وسياسية أساسية يمكنها أن تؤثّر بشدة على عملية التحوّل الديمقراطي. 
لسوء الحظ، تُعتَبَر البيئات المدرسية سلبيةً إجمالاً في معظم أرجاء العالم العربي. فالصورة ليست إيجابيةً إطلاقاً وفقاً للمؤشّرات التي تجمع معلومات استنتجتها دراسات دولية ثلاث، والتي تقيس الأمان والتدريس والتعلّم والبيئة المؤسّسية في المدارس في أربعة عشر بلداً عربياً.
هذه هي أوضاع التعليم في العالم العربي باختصار، وتطوير التعليم يجب أن يكون شغلا شاغلا للعديد من التنفيذيين في الدول العربية، في حالة إذا ما أرادت تلك الدول أن تنتقل إلى مصاف الدول المتقدمة.
التعليم على مستوى العالم يتخذ أشكالا من التطور، غير مُجربة في عالمنا العربي حتى الآن، ومن بين هذه الأساليب المتطورة في التعليم، أسلوب عُرف باسم “التعليم المنعكس” أو Flipped Learning 
بحسب ويكيبيديا فإن “التعليم المنعكس” (أو قلب واقع الفصل الدراسي) هو شكل من أشكال التعليم المدمج الذي يشمل أي استخدام للتكنولوجيا للاستفادة من التعلم في الفصول الدراسية، بحيث يمكن للمدرس قضاء مزيد من الوقت في التفاعل مع الطلاب بدلاً من إلقاء المحاضرات. وهذا يتم بشكل أكثر شيوعًا باستخدام الفيديوهات التي يقوم بإعدادها المدرس والتي يشاهدها الطلاب خارج الأوقات الدراسية في الفصول. ويُعرف أيضًا باسم الفصل الدراسي الخلفي والتعليم العكسي وعكس الفصل الدراسي والتدريس العكسي.
ففي حين تعتمد طرق التعليم التقليدية على التلقين و الحفظ و اخذ الدرس في الحصة و من ثم حل الواجبات في البيت. وهي طريقة مملة وغير محفزة للطلاب، يُبنى التعليم المنعكس على أن يقوم المعلم بانشاء و نشر فيديو تعليمي يشرح فيه الدرس حيث يشاهده الطالب في البيت ثم يأتي الطالب للصف للقيام بالانشطة وعمل مشاريع جماعية أو فردية باشراف المعلم بحيث تصبح الحصة عبارة عن ورشة عمل نشطة.
بعض أولى الأعمال في هذا المجال تمت من قِبل إيريك مازور في هارفارد، الذي ابتكر نموذج تعليمي يُعرف باسم peer instruction أو “التعلم بواسطة الأنداد” في تسعينيات القرن الماضي. ووجد الأستاذ مازور أن التعليم بمساعدة الحاسوب أتاح له التدريب بدلاً من إلقاء المحاضرات، وقد كتب “ونتيجة لذلك، يمكنني أنا والمدرسين المساعدين معالجة العديد من المفاهيم الخاطئة الشائعة التي من الممكن أن تستمر في النماذج الأخرى دون كشفها.” وأضاف، “أعتقد إننا نشهد مجرد بداية لعملية وسوف يصبح الكمبيوتر قريبًا جزءًا لا يتجزأ من التعليم. ولن تحل أجهزة الكمبيوتر محل المدرسين، ولكنها بالتأكيد سوف تزودهم بأداة حيوية هامة لتحسين جودة التعليم.”
وتقوم شركة “كتاب للتكنولوجيا” ومشروعها “دردسة” بالعمل على تلك التقنية في العالم العربي وتفعيلها، يمكنكم مشاهدة الإنفوجرافيك الذي صممته الشركة لفهم المزيد عن التعليم المنعكس.

الأحد، 8 فبراير 2015

عمل بلا اتقان لا يعني الجودة


فقه الجودة في الأسلام








قيّد الإسلام الحركة الصناعية بجملة من الضوابط والآداب التي تضفي على الصنعة بُعدًا أخلاقيًّا، إلى جانب ضمان الجودة والإتقان، من ذلك:
‏ضرورة إتقان الصنعة:
‏إنَّ ما يطلب من الصانع في أي مجال هو فيه أن يعمل بما علّمه الله تعالى عمل إتقان وإحسان بقصد نفع الخلق، ولا يصح أن يعمل على نيَّة أنه إن لم يعمل ضاع، ولا أن يربط إخلاصه في العمل بمقدار ما يتقاضاه من الأجر، بل على حسب إتقان ما تقتضيه الصنعة، قال : "إنَّ الله يحبُّ إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه"[1]؛ أي يُحكِمه.
‏المراقبة والمتابعة:
‏إنَّ أفضل الصناعات ما كان على عين صاحبها، يتابع مراحل تصنيعها، ويراعي مكامن الجودة فيها، لتُقدَّم للناس على أحسن ما يكون، أمَّا عندما يترك حبل الصناعة على غاربه، تكون المادة المصنعة مظنّة للخلل والفساد، وفي القرآن الكريم إشارة لطيفة إلى هذا المعنى، حيث قال الله تعالى في قصة موسى : {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي[طه: 39]. فـ(العَين) في الآية مجاز في المراعاة والمراقبة[2].
‏الالتزام بالمواعيد:
‏الالتزام بالعهد سمة المسلم، لكنّ بعض الصناع كثيرًا ما يعصون الله في المماطلة بالمواعيد، فيرتبطون بعقود مع الناس لا يقدرون على الوفاء بها، وإنما من باب حجز هذه العقود لصالحهم، وقد قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}[المائدة: 1]. فلا ينبغي للصانع أن يَعِد الناس بما لا يقدر على وفائه.
‏عدم كتمان العيوب:
‏لقد أذن الشارع بأن تصنّع مختلف أنواع الصنعة، لكنه لم يأذن للصانع بأن يكتم عيبًا يعلمه، بل هدّد كاتم العيب بالمقت واللعن، قال رسول الله : "مَنْ بَاعَ عَيْبًا لَمْ يُبَيِّنْهُ لَمْ يَزَلْ فِي مَقْتٍ مِنَ اللَّهِ وَلَمْ تَزَلِ الْمَلاَئِكَةُ تَلْعَنُهُ"[3].
‏عدم الحلف الكاذب:
‏يخطئ كثير من الصناع عندما يتبرعون بحلف الأيمان لحاجة ولغير حاجة؛ من أجل ترويج صناعاتهم، وقد قال رسول الله : "ثَلاَثَةٌ لاَ يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ...، وَرَجُلٌ أَقَامَ سِلْعَتَهُ بَعْدَ الْعَصْرِ، فَقَالَ: وَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ لَقَدْ أَعْطَيْتُ بِهَا كَذَا وَكَذَا، فَصَدَّقَهُ رَجُلٌ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ: (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً)"[4]. وإنما خصّ النبي  وقت العصر؛ لأنه الوقت الذي يريد فيه البائع أن ينفق سلعته، فيفتري الكذب ويستهين باسم الله، فيستهين الله به يوم القيامة.
‏عدم سرقة جهود الناس:
‏من أخطاء الصناع أيضًا أنهم يعصون الله في سرقة جهود الآخرين، وقد أصبحت هذه الحقوق جزءًا من القانون الوضعي، وهو ما يسمى اليوم (براءة الاختراع)، ويندرج تحته أيضًا حقوق التصنيع وحقوق النشر.. وقد سبق الإسلام إلى ذلك، فقد قال الله تعالى: {وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ[الأعراف: 85]. وقال رسول الله : "مَنْ سَبَقَ إلى مَاءٍ لَمْ يَسْبِقْهُ إِلَيْهِ مُسْلِمٌ فَهُوَ لَهُ"[5]. وهذا حكم بالبراءة للمخترع، وبالصنعة للصانع والمبتكر.
‏عدم ظلم الأُجراء:
‏من أخطاء الصناع أيضًا ظلم الأجراء، وهو باب يتفنَّن فيه ‏كثير من أرباب الصناعة.. فيدخلون على أموالهم ما ينبغي أن يُردَّ على أجرائهم، فيقعون بالشبهة والحرام، وقد قال : "أَعْطُوا الأَجِيرَ أَجْرَهُ قَبْلَ أَنْ يَجِفَّ عَرَقُهُ"[6]. وقال أيضًا عليه الصلاة والسلام: "قَالَ اللَّهُ: ثَلاَثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؛ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ، وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ، وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتوفي مِنْهُ، وَلَمْ يُعْطِ أَجْرَهُ"[7].
وبعد، فإنَّ اهتمام الإسلام بقضية التصنيع شكَّل فيما مضى حافزًا قويًّا لدى المسلمين نحو العمل والإبداع والتطور حتى كان لهم -في مرحلة زمنية معينة- قصب السبق في الميدان الصناعي.
‏على أن تراجع المسلمين صناعيًّا في العصور المتأخرة لا يعني عجزهم وعدم كفاءتهم عن مضارعة الدول الصناعية؛ فالمسلمون يملكون الإمكانات البشرية والفكرية والمهاريَّة اللازمة لبلوغ ذلك، ولئن كان د‏افع الصناعيين في العالم هو -على الأغلب- ماد‏ي، فأمامنا فرصة لكي نندفع نحو التصنيع الإبداعي بدافع إضافي، وهو: الدافع الديني؛ إذ مِن نعمة الله علينا أن جعل سعي المؤمن وعمله ونشاطه مدخورًا له عند ربه، يُؤجر عليه في الآخرة إذا ابتغى بذلك نفع نفسه وعياله ومجتمعه.
‏وآخر د‏عوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الثلاثاء، 3 فبراير 2015

ديفد كولب للتعلم

قدم "ديفد كولب" نظريته التعليمية التجريبية في كتابه المنشور عام 1984 "التعلم التجريبي: التجربة هي مصدر التعلم و التطور" (Experiential Learning: Experience as the Source of Learning and Development)، كما عرض نموذجاً لتطبيقها العملي. يرتكز البيان التفصيلي لأسلوب كولب التعليمي على تأكيد "جون دوي" (John Dewey) على ضرورة بناء التعلم على أساس التجربة، و على عمل "كرت لوين" (Kurt Lewin) الذي يرتكز على أهمية نشاط الشخص أثناء عملية التعلم، وعلى نظرية "جين بياجيت" (Jean Piaget) التي تؤكد على أن الذكاء هو نتيجة التفاعل بين الشخص والبيئة. ومهما كان نمطك فأنت تستطيع تقويته.

بالإضافة إلى فهمك لقوة (لمقدرات) نمط التعلم الخاص بك, ستجد أنه من المساعد معرفة عدة طرق لتقوية مهارات التعلم لديك، وذلك بتقوية الأنماط الضعيفة الأخرى. فإذا كنت تعتمد بشكل كبير على نمط تعلم واحد, فستفوتك أفكاراً وتجارب هامة.

تذكر أن التعلم بحدث في بعض السياقات، فمثلاً قد تكون في العمل صانع قرارات رائع, ولكنك قد تجد لديك حاجة لتقوية مهاراتك في التواصل مع الآخرين، وفي البيت, قد تكون ذلك الشخص الذي دائماً ما ينجز الأشياء ورغم ذلك قد تحتاج أحياناً إلى تخطيط أكثر, أو قد تحتاج لتتأمل أكثر في أعمالك من يوم إلى يوم، ستجد في الأسفل عدة نصائح لتقوية مهاراتك التباعدية، والاستيعابية، التقاربية والتواؤمية.


التباعدى (Diverging)
يضم خطوات التعلم من التجربة المادية والملاحظة المتأملة.
الناس ذو هذا النمط هم افضل في رؤية الحالات المجردة من زوايا نظر مختلفة وكثيرة، واقترابهم من أي حالة يكون للمراقبة أكثر من التطبيق (الفعل)، إذا كنت من أصحاب هذا النمط ربما ستكون مستمتعاً في الحالات التي تستدعي توليد الكثير من الأفكار مثل جلسات العصف الذهني.
من المحتمل أنه لديك اهتمامات ثقافية واسعة، وتحب جمع المعلومات، وتعد هذه القدرة التخيلية والحساسية العالية للمشاعر ضرورية من أجل فعالية الأعمال الفنية, والمهن الخدمية. وفي حالات التعلم الرسمية ربما تفضل العمل في مجموعة لجمع المعلومات, للاستماع بذهن مفتوح, ولاستقبال التغذية الراجعة الشخصية.

ويهتم هؤلاء الأشخاص باكتشاف سبب الحالة (why)، فهم يرغبون بمعرفة السبب من خلال معلومات مادية معينة وباكتشاف ما يجب أن يقدمه النظام، ويفضلون أن يأخذوا المعلومات التي تقدم إليهم بطريقة تفصيلية، تنظيمية وبأسلوب منطقي، فهم بحاجة للوقت من أجل التفكير بالموضوع، وتكمن نقاط قوتهم بالقدرة على التخيل، وتتضمن الطرق التعليمية المناسبة للتباعديين ما يلي:
·        طريقة المحاضرة التي تركز على أشياء معينة كنقاط القوة والضعف واستخدامات النظام،
·        واكتشاف النظام يدوياً،
وتفيد المرونة والقدرة على التفكير الشخصي أثناء التعامل مع التباعديين.

إذا كنت تريد تطوير مهارات التعلم التباعدي فحاول:
·  أن تكون حساساً لمشاعر الناس.
·  أن تكون حساساً للقيم.
·  الإنصات بعقل  مفتوح.
·  جمع المعلومات.
·  تخيل المعاني الضمينة للحالات الغامضة.


الاستيعابي Assimilating
يضم خطوات التعلم من الملاحظة المتأملة وتحديد المفاهيم المجردة.
الناس أصحاب هذا النمط هم الافضل في فهم مدى عريض من المعلومات ووضعها في نماذج منطقية مختصرة، فإذا كنت من أصحاب هذا النمط, فأنت ربما قلما تركز على الناس، حيث انك تكون أكثر اهتماما بالمفاهيم والأفكار المجردة، عموماً الناس ذوي هذا النمط يجدون أن للنظرية صلابة منطقية أكثر من القيمة العملية، ويعد هذا النمط هاماً من أجل فعالية المعلومات والمهن العلمية.وفي حالات التعلم الرسمية ربما تفضل المحاضرات والقراءة, واستكشاف النماذج التحليلية، وأن تأخذ وقتك للتفكير خلال الاشياء.
ويهتم هؤلاء الأشخاص بالإجابة عن السؤال"ماذا هنا لنعرفه؟" وهم يحبون الإلقاء الدقيق والمنظم للمعلومات، ويميلون لاحترام معرفة الخبير، وتتركز نقاط قوتهم في قدرتهم على خلق النماذج النظرية، فهم لا يكتشفون النظام بشكل عشوائي وإنما يرغبون بالحصول على الحل الصحيح لمشكلتهم، وتتضمن الطرق التعليمية التي تناسب الاستيعابي ما يلي: طريقة المحاضرة (أو العروض البصرية والسمعية) و المتبوعة بتوضيح أو سبر الموضوع في المخبر، وهذا كله مع كتيب إرشادي مزود بالإجابات الوافية.

إذا كنت تريد تطوير مهارات التعلم الاستيعابي فحاول:
·  ترتيب المعلومات.
·  تجريب النظريات والأفكار.
·  بناء نماذج للمفاهيم.
·  تصميم التجارب.
·  تحليل البيانات الكمية.


التقاربي Converging
يضم خطوات التعلم من المفاهيم المجردة والتجريب العملي.
يعد الناس ذوي هذا النمط الأفضل في إيجاد استخدامات خاصة للأفكار والنظريات، فإذا كان هذا هو النمط المفضل لديك فستكونلديك القدرة على حل المشاكل و صناعة القرارت معتمدًا على إيجاد الحلول للأسئلة والمشاكل, وتفضل معالجة المهام والمشاكل التقنية أكثر من القضايا الاجتماعية والشخصية، وتعد مهارة التعلم هذه هامة من أجل المهن التقنية التخصصية. وفي حالات التعلم الرسمية فأنت تفضل التجريب باستخدام الأفكار الجديدة، المهام المخبرية والتطبيقات العملية.

ويهتم هؤلاء الأشخاص باكتشاف كيفية حدوث الحالة، فهم يسألون"كيف يمكنني تطبيق هذا عملياً؟". ويتزايد التطبيق والاستفادة من المعلومات عن طريق فهم معلومات تفصيلية حول عمل النظام، و تكمن القوة العظمى للذرائعيين بالتطبيق العملي للفكرة، وتتضمن الطرق التعليمية المناسبة للتقاربي ما يلي:
·        التعلم التفاعلي و ليس الخامل،
·        التعلم باستخدام الحاسب،
·        تقديم مجموعة من المشكلات أو الكتب للطلاب لاكتشافها.

إذا كنت تريد تطوير مهارات التعلم التقاربي فحاول:
·  إنشاء طرق جديدة للتفكير والتنفيذ.
·  تجريب الأفكار الجديدة.
·  اختيار الحلول الأفضل.
·  وضع الأهداف.
·  صناعة القرارات.


التواؤمي  Accommodating
يضم خطوات التعلم من التجريب العملي والتجربة المادية.
لدى الناس أصحاب هذا النمط القدرة على التعلم من التجارب الشخصية بشكل أساسي، فإذا كنت من أصحاب هذا النمط، فربما تستمتع في تنفيذ الخطط وإقحام نفسك في تجارب جديدة تحمل التحدي، وربما يكون هدفك من ذلك هو الحصول على شعور الشجاعة أكثر من التحليل المنطقي. وفي حل المشاكل، فأنت غالباً تعتمد على الناس كثيراً من أجل  المعلومات أكثر من اعتمادك على تحليلك التقني.
فهذا النمط هام لفعالية مهن الأفعال الموجهة (Action-oriented careers), مثل التسويق و المبيعات، وفي حالات التعلم الرسمية ربما تفضل العمل مع الآخرين لتنفيذ المهام، وتحديد الأهداف, وأداء العمل, ولتجريب طرق مختلفة لإكمال المشاريع.
ويهتم هؤلاء الأشخاص بالسؤال "ماذا سيحدث لو قمت بهذا؟" وهم يخبرون أنفسهم بـ"أنا مصمم على القيام بأي شيء" أي أنهم متفوقون في التكيف مع ظروف حالية معينة، ويبحثون عن معنى للتجربة التعليمية ويفكرون فيما يستطيعون القيام به، تماماً كما قام به أشخاص سابقين. ويعتبر هؤلاء المتعلمون جيدون في الأمور المعقدة وقادرين على ملاحظة العلاقات بين مظاهر النظام المتعددة،  وهم يميلون لحل المشاكل بديهياً بالاعتماد على معلومات الآخرين وهناك مجموعة متنوعة من الطرق التي تناسب هذا الأسلوب التعليمي، ولكن من المحتمل أن يكون أي شيء يعزز الاكتشاف المستقل هو الأكثر تفضيلاً. والتواؤمي سهل التعامل مع الأشخاص ولكنه أحياناً قليل الصبر.
إذا كنت تريد تطوير مهارات التعلم التواؤمي فحاول:
·  أجبر نفسك على الأهداف.
·  البحث عن فرص جديدة.
·  التأثير وقيادة الآخرين.
·  الانغماس شخصياً.
·  التعامل مع الناس.
عادة نتعلم من هذه الأنماط الأربعة، ولكننا قد نفضل واحدة منها. تتضمن البيئة التدريبية المثالية كلاً من الأنماط الأربعة. فعلى سبيل المثال قد تبدأ الدورة بالانشغال الشخصي للمتعلم بالتجارب المادية، ثم يراقب المتعلم هذه التجربة باحثاً عن المعنى، ومن ثم يطبق المتعلم هذه النتيجة مع مشكلات أخرى مشابهة والتي تنتهي بتجارب مادية جديدة. وقد تبدأ دورة التعلم من جديد بتجارب جديدة ومختلفة.

استراتيجيات لتطوير مهارات نمط التعلم

1.     طور التعلم وابن علاقات مع أناس لهم أنماط تعلم تختلف عنك.
وهذه أسهل طريقة لتطوير مهارات التعلم لديك، فبينما تبدأ في فهم وبناء قدراتك الخاصة, سيكون من المهم أن تقوم بتقييم أنماط التعلم المختلفة وبشكل جيد، فقوة التعلم تزداد ويصبح حل المشاكل فعّالاً من خلال العمل مع الآخرين. تذكر في البداية قد تنجذب للأشخاص الذين يملكون مهارات تعلم مماثلة لك, ولكن ستختبر دورة التعلم بشكل أفضل مع هؤلاء الذين يملكون أنماط تعلم تختلف عن أنماطك.

2.    طوّر لتلائم (توّفق) بين مقدرات نمط تعلمك وأنواع تجارب التعلم التي تواجهها.
على الرغم من ان هذه الاستراتيجية أكثر صعوبة قليلا, ولكنها يمكن أن تساعدك في اكتساب أداء أفضل في التعلم. حاول إدراك النشاطات في حالات تعلمك, وركّز على تلك المهام التي تمتد إلى مناطق قوة تعلمك (في مجال نمطك), واستعن بالآخرين في المناطق التي تكون مقدرتك ضعيفة فيها، فمثلاً إذا كان نمط التعلم المفضل لديك هو التباعدي, اصرف وقتك للتفكير في كل الخيارات وجمع المعلومات, واستعن بشخص ما ذو نمط تقاربي لاختيار الحل الأفضل.

3.    جرب وطور مهارات التعلم في مناطق معاكسة لوضع قوتك (قدرتك) الحالية.
هذه هي الاستراتيجية الأكثر صعوبة, ولكنها ستكون الأكثر نتائجاً. حاول أن تكون متعلماً مروناً وذلك باستخدام مهارات تعلم مرتبطة بنمط تعلم مغاير لنمطك. مثلاً إذا كنت ذو نمط استيعابي ركز على استخدام مهارات متصلة بالنمط التواؤمي (المخاطرة, إنجاز الأعمال,  القابلية على التَكيٍّف)، قد يبدو هذا الأمر صعباً في البداية، ولكن مع مرور الوقت ستسمح لك مرونتك المتزايدة بالتغلب على صعوبات من كل الأنواع.

تذكر :
·  طور خطط طويلة الأمد: ابحث عن التحسن والأرباح التي من الممكن جنيها على مدار الشهور والسنوات، أكثر من الوقت الآني.
·  ابحث عن طرق آمنة لممارسة المهارات الجديدة: قم بإيجاد حالات لاختبارها ولكنها لن تؤذيك في حال الفشل.
·  كافئ نفسك: أن تصبح متعلماً مرناً يتطلب عملاً شاقاً.


أظهر كولب في البداية أنه يمكن رؤية أساليب التعلم على أنها سلسلة متصلة من:
1.     التجربة المادية: الانغماس في تجربة جديدة.
2.     الملاحظة: مراقبة و ملاحظة تجربتك الجديدة.
3.     تحديد المفاهيم المجردة: الوصول لنظريات تشرح الملاحظات.
4.     التجريب العملي: استخدام النظريات في حل المشاكل واتخاذ القرارات.


وتستخدم نظرية كولب ذات المراحل الأربعة نموذجاً ببعدين، و تستطيع أن تفكر في البعد الأول كما هو واضح في الشكل التالي، فهو بعد أفقي و يعتمد على المهمة، يبدأ في اليمين من مراقبة المهمة (الملاحظة) و ينتهي في اليسار بأداء مهمة ( الفعل أو الأداء)، بينما يمتد البعد الثاني شاقولياً، ويعتمد على التفكير والشعور حيث يكون الشعور في أعلى المحور (مشاعر مستجيبة) والتفكير في أسفل المحور (مشاعر متحكم بها).

النموذج التعليمي:
تقدم هذه الحالات الأربعة و التي تعتمد على بعدين وصفا لنموذج أو عملية التعلم ذات مراحل أربعة، وتستطيع أن تلاحظ أنه إذا استخدمنا بعداً واحداً فإننا سنحصل على أسلوب واحد من الأساليب التعليمية الأربعة:

البعد الأول: كيف ندرك؟ نحس ونفكر

الشعور أو الإحساس (التجربة المادية) - يدرك المعلومات:
يمثل هذا البعد طريقة تعليمية على أساس التجربة الحسية أي أنها تعتمد على الأحكام الصادرة عن الشعور, فقد وجد المتعلمون عموماً أن الطرق النظرية غير مجدية و لذلك فهم يفضلون معالجة كل حالة على إنفراد.
ويتعلمون بشكل أفضل من خلال أمثلة معينة يمكنهم أن ينغمسوا بها، و ذلك عن طريق الاتصال مع النظائر وليس عن طريق المراجع، فالقراءات النظرية ليست مجدية دائماً، بينما العمل مع المجموعة و التغذية الاسترجاعية من النظير تؤدي غالباً إلى النجاح.

التفكير (التعميم أو المفاهيم المجردة) _ يقارن كيف أنها تتناسب مع تجاربنا الخاصة:
ويميل هؤلاء الأفراد كثيراً للتكيف مع الأشياء و الرموز في حين أن لديهم ميولا ضعيفا نحو التكيف مع أشخاص آخرين، فهم يتعلمون بشكل أفضل من خلال المراجع والحالات التعليمية غير الشخصية و التي تؤكد على النظرية و التحليل التنظيمي، كما أنهم قليلي الاستفادة من طرق "التعلم بالاكتشاف" غير المنظمة كالتمارين، وتساعد كل من دراسات الحالة و القراءات النظرية و تمارين التفكير الانعكاسي هذا المتعلم.

البعد الثاني: كيف نعالج؟ نتأمل ونفعل

المراقبة (الملاحظة المتأملة) – التأمل في كيف ستؤثر على بعض مظاهر حياتنا:
 يعتمد هؤلاء الأفراد كثيراً على الملاحظة أثناء إصدار الأحكام، وهم يفضلون الحالات التعليمية التي تأخذ شكل المحاضرات والتي تسمح للمراقبين الموضوعيين و غير المتحيزين بأن يأخذوا أدوارهم. ويتصف هؤلاء الأفراد بأنهم انطوائيون، لذا فإن المحاضرات تساعد هؤلاء المتعلمين ( فهم بصريون وسمعيون)، حيث ينظر فيها المتعلمون إلى المسهل الذي يعمل كمناظر ومرشد معاً، ويحتاج هؤلاء المتعلمون لتقييم أدائهم وفقاً لمعايير خارجية.

الإنجاز (اختبار في حالة جديدة أو التجريب العملي) _ يفكر كيف تقدم لنا هذه المعلومات طرقا جديدة للعمل بها:
يتعلم هؤلاء الأفراد بشكل أفضل عندما تمكنهم من الانشغال بأشياء كالمشاريع والأعمال المنزلية أو المناقشات في مجموعة، فهم يكرهون الحالات التعليمية الخاملة كالمحاضرات، حيث يميل هؤلاء الأشخاص ليكونوا متشوقين، فهم يرغبون بتجريب كل شيء (سواء الحسي أو اللمسي). ويساعد كل من حل المشكلة، والمناقشات ضمن مجموعة صغيرة، والتغذية الاسترجاعية من النظير، والواجبات الشخصية هؤلاء المتعلمين. ويرغب هذا المتعلم برؤية كل شيء وتحديد معاييره الخاصة حول العلاقة بالموضوع.

وجد كولب أن "آلية الجمع ما بين الطريقة التي يدرك بها الناس و الطريقة التي يعالجون بها هي التي تكوّن الشكل المتوازن لنمط التعلم- وهو أكثر الطرق راحة للتعلم". ورغم أن كولب قد فكر بهذه الأنماط على أنها سلسلة متصلة يمر بها الشخص مع الوقت، إلا أن هناك أشخاصاً يفضلون ويعتمدون نمطا واحد دون البقية، وهذه هي الأنماط الأساسية التي ينبغي على المُسهلين الانتباه إليها أثناء وضع الحالات التعليمية

1- التواؤمي (التجربة المادية/التجريب العملي) (العمليّون)(a.k.a Activist)

2- الاستيعابي (المفاهيم المجردة/ الملاحظة المتأملة)(النظريون)( a.k.a. Theorist)

3- التقاربي (المفاهيم المجردة/ التجريب العملي) (الذرائعيون) (a.k.a. Pragmatists)

4- التباعدي (التجربة المادية / الملاحظة المتأملة) (المتأملون)( a.k.a. Reflectors